Thursday, June 14, 2007

الغربة والاختيار

حائرة 00ساهمة تقف فجأة تذرع الغرفة جيئة وذهاباً قلقه 00 تجلس ويتوارد على خاطرها ذلك الحلم من جديد السفر 00 الترحال ان ترى الدنيا بحلوها بمرها فلم ترى او تتعلم سوى الاوامر والنواهى 00 لاتفعلى هذا 00 اياك و000 و000 لم تستطيع برغم سنين عمرها الخمسة والثلاثين عاما التى مرت ان تأخذ قرار فى اى شىء يخصها حتى الاشياء القليلة التى كانت تفعلها - بينها وبين نفسها - مع اصدقائها حتى احاديثها وهمسها مع نفسها كانت تخاف ان تعرف والدتها اياً من هذه الاشياءتعثرت فى دراستها - بين حسرة الوالدة وهى لاتعلم البركان الذى بداخلها - لم تكلف نفسها كثيرا للبحث عن اسباب هذا التعثر - ذكية هى بلا شك - لماحه بداخلها اشياء كثيرة تريد ان تخرجها تحاصرها الاشياء الصغيرة والأوامر والنواهى لم تكن كباقى الفتياتوانتظرت القادم ليأخذها الى مكان بعيد - ليعطيها حريتها المفقودة ليعيد اليها كيانها ليصيغها من جديد ليحقق الحلم الذى دائما تراه فى منامها تركب طائرة تظل تحلق بها فى الافاق البعيدة حتى تحط على جزيرة بعيده عن كل عالمها تجلس على الشاطىء - تلمح من بعيد ضاربة الودع وبنبرة طفولية تتحايل على امها - علشان خاطرى ياماما - انا فعلا لا اعتقد فى هذا الكلام ولكن من باب التسلية وتمضية الوقت وبعد الحاح 00 تأتى الغجرية لتجلس امامها تنظر اليها وهى تسرح ببصرها فى الافق البعيد 00 تلمحها ضاربة الودع تفهم بذكائها الفطرى ما تصبو اليه - تعبر الى داخلها وتلمس الاوتار المشدودة بداخلها تراها تجلس وحيده بجانب امها وامها فقط ليس هناك احد غيرهما قالت :- فارس حا يجى من بلاد تانية حا ياخدك هناك ويطير حا يشيل الهموم ويزيح الغموم واحده من دمك فاكره انها شايله همك ولكن هى سبب غمك - اعذريها هى مش حاسه بك لكن عايزه تخلص من همكتبتسم بسعاده تشعر انها صادقة لقد قالت لها كل ما تراه فى احلامها - وداست دون ان تدرى على جرحاً ينزف بداخلها - هى فعلا من دمى ولكن 000 كنت اتمنى ان تفتح لى صدرها لارتمى بداخله تحتوينى كما كانت تفعل وانا طفله صغيرة لا اشك لحظة فى إنها تحبنى وتخاف على ولكن ياليتها تتركنى لأجرب ان اعيش حياتى ان اخطىء واتعلم من التجربة ان اأخذ قرار واحد فى حياتى وجاء الفارس من بلد تانى وكادت تطير من الفرحة والتى لم تلبث سوى شهرين كان محدد ان تجهز نفسها ويا لهف نفسى غدا سأصبح حره سأطير الى بعيد ستفك قيودى وأسرى وفى اخر ليلة لى كان قرارها - لن تسافرى - انا غير مطمئنة الى هذه الزيجة - نحن لا نعرف عنه شىء - كيف سأصل اليك واعرف طريقككانت كلهاأسئلة منطقية ولكنها فى غمرة الفرح لم تعيرها اهتمام وانكسرت بداخلها اشياء واشياء وتحطم الحلم ومرة ثانية 00 وتكرر نفس السيناريو بحذافيره 00 تعبت ولاح فى الأفق هو بعد طول انتظار وملل لم تعيرالامر اهتماماً - نعم موافقة - موافقة لمجرد ان اخرج من هذا المكان والسجن الذى اعيشه 000 وتكرر كل شىء بسرعة ووجدت نفسها فى منزلها مملكتها 00 نعم لعدة اسابيع 00 شهور 00 سنين - لاتدرى ولكن كل ماكانت تدرى به انها انجبت عدد من الابناء يكبرون مطالبهم تزيد - هو مشغول - فاتر المشاعر - يأتى كما الضيف تسأله النقود مطالب الاولاد 00 البيت 00 مطالبها هى - دائماً تنتهى الى شجار معه - يقتر عليها فى كل شىء حتى فى مشاعره يأتى اليها وقت ان يريد يتناولها - ينتهى من مهمته ثم يلقيها كما يلقى بقمصانه وشراباته - تشعر بضآلة نفسها - بسنوات عمرها تنساب من بين اصابعها - تنظر فى المرآة لترى السواد تحت عينيها لاتدرى متى كانت تبكى ومتى كفت عن البكاء - هل هذا هو الفارس الذى كانت تنتظره - يراودها حلمها القديم يضغط على عقلها بشدة - تنهار - تصرخ 00 وفجأة 00أتخذت قرارها وخرجت تحمل همومها 00 ابنائها وحلم يتكرر بالترحال 00 ولقب مطلقة واتفقوا على ان تحصل على مصاريف الابناء 00 ولكن اين مصاريفها هى - هل تتحملها امها وهؤلاء الاولاد 00 من اين تصرف - تأكل 00 تلبس 00 قررت ان تتزوج مرة اخرىولكن كيف سيكون الاختيار هذه المرة 00 اصبح القرار فى يدها نعم 00 ولكن كانت حيرتها اكبر بكثير من كل ما مر بها هل تتزوج عن حب 00 ام عن ثروة ايهما سوف يسعدها اكثر 00 أيهما سوف تعيش به حياتها افضل كما تمنت 00 ظنت انها احبت 00 ولكن عند اول الطريق تركها واعتذر - كيف يحمل نفسه بها وابنائها - من حقه ان يعيش حياته يستمتع باحلامه كما تريد هى ان تعيش ولكن من بداية الطريق فليبحث عن اخرى تبدأ معه الطريق تحمل فلذات اكباده هو 00 ما الذى يجبره على ان يربى للغير ابناءه حتى لو كان باسم الحب 00 بحثت عن المال عن عمل00 كلت قدماها من البحث - كانت مشكلتها الكبرى اللقب الذى تحمله نظرات جائعه من هنا وهناك 00 كلمات معسوله مغلفة بالحنان ظنت فى البداية انها صادقة -كادت قدماها ان تنزلق 0 تذكرت كلمات امها 00 تذهب عند الأقارب ترى نظرات الشك تحاصرها - خوفاً ان تقتحم حياتهم هذا ينظر اليها وهذا يحاول ان يطيل النظر يلفت انتباهها يحاصرها بكلماته 000 بنظراته - يدق قلبها بعنف - تسغفر الله العظيمتضع رأسها على الوساده تدعو وتدعو والدموع تنساب من عينيها - تبحث عن الحل اخيرا 00تجد عملا براتب متواضع ولكنه يكفى - الحمد لله تبدأ تشعر بذاتها - يتقدم احدهم اليها - قادم من أقصى البلاد سيأخذها بمفردها ويطير الى هناك- فرحت 00 ضحكت - اخيراً ستبتسم الحياه ويتحقق الحلم 00تضع رأسها على الوسادة فجأة تذكرت اولادها -من سيرعاهم - فليأخذهم اباهم كفى ما مضى من عمرها - بل سرق - بل انتزع عنوة منها دون ان تدرى - يعسف بها القلق تظل ساهرة لا يغفل لها جفن تستند على الوسادة ترى الطائرة التى حلمت بها من زمان تحملها وتطير بها وفجأة تتحول الى طائر ضخم ذو أنياب ووجه قبيح فاغراً فاه وترى ابنائها يهرولون امامه فى ذعر يصرخون يلوحون لها ان تنقذهم من مطارته لهم وهو يكاد يلتهمهم 000 وتستيقظ - استغفر الله العظيم تهرول نحو صغارها تحتويهم فى حضنها 00 وحدها أتخذت قرارها 00

No comments: